بلدان تتعهد بـ 30 مليار دولار لإعادة إعمار العراق

من: رويترز

تلقى العراق يوم الأربعاء تعهدات بنحو 30 مليار دولار، معظمها تسهيلات إئتمانية واستثمارات، من حلفاء لكن هذا أقل كثيرا من المبلغ الذي تقول بغداد إنها تحتاجه للتعافي من حرب استمرت ثلاث سنوات، وهو 88 مليار دولار.

وتجمع مانحون ومستثمرون في الكويت لدراسة سبل لإعادة بناء اقتصاد العراق وبنيته التحتية، مع خروج البلاد من حرب مدمرة ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين سيطروا على نحو ثلث العراق قبل أن ينهزموا.

وقال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري “إذا قارنا ما حصلنا عليه اليوم بما نحتاجه..فإنه ليس سرا..أنه بالطبع أقل كثيرا مما يحتاجه العراق.لكننا نعرف أننا لن نحصل على كل ما نريده“.

وتقول الولايات المتحدة والأمم المتحدة إن الإخفاق في مساعدة العراق في إعادة البناء قد يبدد مكاسبه ضد تنظيم الدولة الإسلامية، حيث أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تغذي الصراع الطائفي وتخلق مجالا سياسيا للمتشديين، ستستمر.

ومن جانبه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس المؤتمر بأنه ”نجاح هائل“.

ورغم أن الولايات المتحدة أعلنت يوم الثلاثاء عن تقديم خط إئتماني بقيمة ثلاثة مليارات دولار للعراق، إلا أنها لم تتعهد بأي مساعدة حكومية مباشرة. وبدلا من ذلك، فإنها عبًرت عن أملها بأن يتحمل الحلفاء الخليجيون الجانب الأكبر من عبء إعادة بناء العراق.

وتعول واشنطن أيضا على التقارب السعودي-العراقي في إضعاف نفوذ إيران في العراق.

وأبلغ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير المؤتمر، الذي اختتم أعماله يوم الأربعاء، أن المملكة ستقدم مليار دولار عبر الصندوق السعودي للتنمية و500 مليون دولار في إئتمانات للتصدير.

وقال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الذي افتتح المؤتمر ”دولة الكويت وانطلاقا من التزامها بدعم الأشقاء في العراق ستلتزم بتخصيص مليار دولار كقروض وفق آليات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ومليار دولار للاستثمار في الفرص الاستثمارية في العراق فضلا عن مساهمات الجمعيات الخيرية الكويتية“.

وتعهدت قطر بقروض واستثمارات بمليار دولار، بينما تعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة بمبلغ 500 مليون دولار، لكنها قالت إن هناك 5.5 مليار دولار في استثمارات للقطاع الخاص في العراق.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن بلاده ستقدم للعراق خطوطا إئتمانية بقمية خمسة مليارات دولار، وقدم حلفاء آخرون تعهدات أصغر حجما.

وهذه المبالغ تقل كثيرا عن المبلغ الذي قال مسؤولون عراقيون إنه سيكون ضروريا لإعادة البناء بعد سنوات من الحرب والذي يزيد 88 مليار دولار، مع إعطاء أولوية خاصة للإسكان.

  • عنف مدمر

يقول مسؤولون إن عملية إعادة البناء تحتاج إلى نحو 23 مليار دولار في الأجل القصير، وما يزيد عن 65 مليار دولار في الأجل المتوسط.

وأبلغ أكيم شتاينر المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة رويترز أن العراق ربما لم يتمكن من اجتذاب المزيد من التعهدات بسبب ارتباطه بالفساد. ويعتبر المستثمرون العراق في المرتبة العاشرة بين الدول الأكثر فسادا في العالم، بحسب مؤسسة الشفافية الدولية.

ورغم ذلك، قال شتاينر إن مبلغ التعهدات كبيرا.

وأضاف أن التعهدات التي قدمت ستعزز مساعي إعادة بناء العراق رغم أن الفائدة ستكون أفضل لو أنها كانت في شكل منح لا ترد.

وأعلن العراق، الذي لا يزال مدينا بتعويضات للكويت عن حرب الخليج عام 1991، النصر على تنظيم الدولة الإسلامية في ديسمبر كانون الأول، بعدما استرد جميع الأراضي التي سيطر عليها المتشددون في 2014 و2015. ومني التنظيم بهزيمة كبيرة في سوريا أيضا.

لكن الحرب كانت مدمرة، حيث خلفت آلاف القتلى وملايين النازحين وتدمير نحو 150 ألف منزل.

وسيكون إعادة بناء المنازل والمستشفيات والمدارس والطرق والشركات والاتصالات حيويا لخلق وظائف للشباب، وإعادة توطين النازحين ووضع نهاية لعقود من العنف السياسي والطائفي.

وأطلقت الأمم المتحدة يوم الأربعاء برنامج ”التعافي والصمود“ ومدته عامان بهدف مساعدة الحكومة العراقية على تسريع وتيرة الأبعاد الاجتماعية لعملية إعادة البناء.

وقالت ليزا جراند منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق لرويترز ”سيساعد البرنامج…الأسر عندما تعود إلى منازلها على الوقوف على أقدامها، ويقدم دعما متخصصا للناجين…من العنف الجنسي والأشخاص الذين تعرضوا لإصابات“.

وأشارت أيضا إلى برنامج خاص لتشجيع المصالحة بين الطوائف في المناطق التي تشهد توترات طائفية شديدة.