ما الذي يهدد البيتكوين في عام 2018 ؟

من: The Motley Fool و insider.pro

ارتفعت قيمة أكبر عملة مشفرة من حيث الرسملة بنسبة 1300% تقريباً منذ بداية العام- مع حساب الانهيار الذي وقع خلال الأسبوعين الأخيرين- وفي نفس الوقت توقع بعض الخبراء أن سعر البيتكوين سيرتفع إلى مليون دولار.

وارتفع البيتكوين في عام 2017 بنسبة 1800% تقريباً إلى وقت كتابة هذا المقال، أما الخبراء فتنبأوا على أنه سيصل إلى مليون دولار، ولكن هذا ليس إلا أحد الاحتمالات، وعلى كل مستثمر عاقل أن يأخذ بالحسبان احتمال ارتفاع وانخفاض الأصل على حد سواء، وأنه قد يرتفع سعر البيتكوين كثيراً ولكن هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى انهياره.

  1. سيبدأ المستثمرون بتثبيت الربح

بقي سعر البيتكوين يرتفع دون انقطاع خلال كل العام 2017، لذا من الجلي أنه ظهر الكثير من الناس الذين حصلوا على ربح كبير.

يتم تنظيم ديناميكية سعر البيتكوين عموماً بنفس العوامل التي تنظم سعر أية أصول أخرى ألا وهي العرض والطلب، كما أنه من البديهي الافتراض أنه في يوم من الأيام سيبدأ الناس الذين اشتروا البيتكوين منذ فترة بتثبيت الربح.

إذا ظهرت في السوق كمية كبيرة من الطلبات على بيع البيتكوينات وفي لحظة ما ارتفع العرض على الطلب فهذا قد يضغط على البيتكوين جاعلاً سعره ينخفض قبل بلوغ التوازن.

  1. لن يعد هناك أي اهتمام من المضاربين (أو ستنفذ أموالهم)

يقع في الطرف الآخر من المعادلة الواصفة لتوازن العرض والطلب المضاربون أي الناس الذين يشترون البيتكوين بأمل أن يغلى في المستقبل.

وحسب المعطيات الأخيرة في عام 2017 ازداد حجم معاملات البيتكوين بنسبة 55%، أي تنشأ يومياً حوالي 30 ألف محفظة بيتكوين وسطياً، وحتى الآن كان هذا كافياً كي يكون الطلب أكثر من العرض وهذا كان يغذي سباق البيتكوين.

ولكن إذا أخذت سرعة ازدياد حجم المتاجرات بالتباطؤ والأكثر من ذلك إذا بدأ هذا الحجم بالتقلص فهذا قد يؤدي إلى انهيار حاد لسعر البيتكوين.

  1. السلطات ستفسد كل شيء

احتمال إدخال التنظيم الحكومي هو عامل آخر مهم قد يعمل لصالح البيتكوين وغيره من العملات المشفرة أو ضدها، مثلاً اعترفت اليابان في شهر أبريل من هذا العام بالبيتكوين كوسيلة دفع.

إلى جانب ذلك حتى الآن لم تبدأ الكثير من البلدان الأخرى في مختلف أرجاء العالم بتنظيم البيتكوين، واكتفت الولايات المتحدة بربط العملات المشفرة بالأصول العامة وبين الحين والآخر تصدر تنبيهات للمستثمرين.

أما إذا أعلنت إحدى الدول الكبرى في سير مكافحتها لغسل المال معاملات البيتكوين خارج نطاق القانون فهذا قد يؤدي إلى آثار مدمرة.

  1. قراصنة الكمبيوتر سيخترقون بورصة كبيرة

في عام 2014 كانت بورصة البيتكوين Mt. Gox تعالج 70% من معاملات البيتكوين، وفي بداية العام أوقفت التجارات مؤقتاً وأعلنت أن القراصنة سرقوا حوالي 850 ألف بيتكوين التي كان سعرها وقتذاك حوالي 473 مليون دولار أي 7% من كل البيتكوينات المتداولة، ما أدى إلى حدوث أسرع انهيار للبيتكوين في التاريخ.

طبعاً منذ ذاك الحين أصبحت بورصات العملات المشفرة أكثر أمناً ومن المستبعد أن السرقة بنفس الحجم ستحدث في وقت قريب.

ومع ذلك ففي ظروف سعر البيتكوين العالي ليس هنالك حاجة للاختراق الكبير لإحداث ضجة وتحطيم ثقة المستثمرين؛ مثلاً إذا حدثت سرقة 100 بيتكوين فقط (حوالي 0,01% من المسروق من Mt. Gox) فيجوز وصفها بأن “القراصنة قد سرقوا البيتكوينات بمبلغ 1,6 مليون دولار” فهذا قد يخوف المستثمرين ويسبب انخفاض السعر.

  1. ستتباطأ المعاملات أكثر وأكثر

من بين العقبات الملحوظة على نهج زيادة توسع البيتكوينات كوسيلة دفع هي تباطؤ المعاملات، وأن شبكة البلوكشين بمظهرها الحالي غير مناسبة لمعالجة كمية كبيرة من المعاملات وهذا ما يقلص من زيادة الاهتمام بالبيتكوين.

حسب معطيات Blockchain.com تحتاج معالجة معاملة متوسطة إلى 78 دقيقة، ولكن في الفترة الأخيرة ازدادت هذه الفترة إلى 1188 دقيقة (20 ساعة تقريباً) أثناء قفزة السعر.

ينبغي الأخذ بالحسبان أن التأخيرات تحدث كذلك بسبب أن البيتكوين حتى الآن لا يستخدم على نطاق واسع للدفع على البضائع والخدمات، وحتى قفزة صغيرة للطلب على البيتكوين كوسيلة دفع قد تؤدي إلى تأخيرات خطيرة تصبح عقبة على نهج الإدخال واسع النطاق للعملات المشفرة.

  1. ستزداد تكاليف المعاملات أكثر

الميزة الرئيسية للبيتكوين كوسيلة دفع هي التكلفة المنخفضة للمعاملة، وعلى الأقل كانت الحال هكذا حتى وقت قريب، ومع ذلك فعلى أثر سعر البيتكوين قفز سعر المعاملة، وفي لحظة ما ارتفعت من بضعة سنتات إلى 28 دولار فيضطر المستخدمون على دفع عمولات باهظة لقاء معاملات صغيرة.

يبحث المستثمرون عن الأفضلية التنافسية المستقرة للأصول، وبعد أن أصبح البيتكوين غالياً وبطيئاً فإنه يخاطر على فقدان أفضليته التنافسية.

  1. ستتجاوز سائر العملات المشفرة البيتكوين

ينبغي الإشارة إلى أن العملات المشفرة الأخرى لا تعاني من مشكلات كهذه، مثلاُ تستغرق المعاملات باللايتكوين لا أكثر من دقيقتين، ويبلغ سعرها الأوسط 0,6 دولار، أما Ripple وهي عملة مشفرة جديدة نسبياً فتحتاج لمعالجة المعاملة إلى بضع ثواني وسعرها أقل بكثير.

وإذا بدت سائر العملات المشفرة أكثر جاذبية من البيتكوين فهذا قد يؤدي إلى أن المستثمرين بل وحتى الأنصار الجديين للبيتكوين سيبدأون ببيعه وشراء كوينات أخرى.

طبعاً من الجائز أن البيتكوين سينهار ولكن الأمر سيان أنه في ظروف محددة أخرى قد يبلغ سعره مليون دولار.

كما هو الحال مع أية سوق فتية ومتنامية بسرعة يبقى مستقبل البيتكوين من الغموض بمكان كبير، وقبل بدء الاستثمار لا بد من تقدير كافة احتمالات تطور الأحداث.