(تقرير) الاقتصاد التركي في ورطة

من: اقتصاد مصر ورويترز

دخل الاقتصاد التركي فى بوادر أزمة طاحنة، بفعل فرض الولايات المتحدة الأمريكية رسوم أعلى على واردات معادن من السوق التركي ليضع ضغوطا اقتصادية غير مسبوقة على شريك في حلف شمال الأطلسي ويعمق اضطرابات أسواقها المالية.

ودفع ذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دعوة الأتراك لتحويل العملة الصعبة والذهب إلى الليرة واصفا أزمة العملة التركية بأنها ”معركة وطنية“ ضد أعداء اقتصاديين.

وتراجعت الليرة، التي فقدت ثلث قيمتها هذا العام، إثر تصريحاته وسجلت حوالي 6.8010 للدولار منخفضة نحو 22% عن اليوم السابق.

وخاطب أردوغان حشدا في مدينة بايبورت بشمال شرق البلاد قائلا ”الدولار لا يستطيع عرقلة مسيرتنا. لا تقلقوا“.

وأضاف قائلا ”لكن، أقولها مجددا من هنا. إذا كان هناك من يحتفظ بالدولار أو الذهب تحت وسادته، فعليهم أن يذهبوا لتحويلها إلى الليرة في بنوكنا. هذه معركة وطنية.

”هكذا سيكون رد شعبنا على من يشنون حربا اقتصادية ضدنا“.

وترجع الخسائر الحادة لليرة يوم الجمعة إلى المخاوف بشأن نفوذ أردوغان على السياسة النقدية والعلاقات المتدهورة مع الولايات المتحدة مما أطلق حالة فزع في السوق نالت أيضا من أسهم البنوك الأوروبية.

وقال أردوغان إن تركيا تواجه تقلبات مالية مصطنعة وإن على الشعب ألا يولي انتباها كبيرا لأسعار الصرف الأجنبي وأن يركز بدلا من ذلك على ”الصورة الكبيرة“.

وأضاف أن زيادة الإنتاج والصادرات والتوظيف هي أفضل رد على التحديات التي تواجهها البلاد.

العقوبات والضغوط الأمريكية:

حذرت تركيا يوم الجمعة الولايات المتحدة من أن العقوبات والضغوط ستؤدي فقط إلى الإضرار بالروابط بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، وقالت إن أنقرة ستواصل الرد عند الضرورة على الرسوم الجمركية الأمريكية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي في بيان إن تركيا تريد حل الخلافات عن طريق الدبلوماسية والحوار والنوايا الحسنة والتفاهم الثنائي.

وجاءت تعليقاته بعد أن أجج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النزاع مع أنقرة بفرض رسوم استيراد أعلى على واردات الصلب والألومنيوم، معمقا الاضطرابات في الأسواق المالية التركية.

وقالت وزارة التجارة التركية يوم الجمعة إن الرسوم الإضافية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات الصلب والألومنيوم من تركيا تتعارض مع قواعد منظمة التجارة العالمية.

وقالت الوزارة في بيان ”تتوقع تركيا من سائر الدول الأعضاء أن تتقيد بالقواعد الدولية“ مضيفة أنها ستدعم مصدري الصلب والألومنيوم في جميع المحافل الدولية. وقالت إن الولايات المتحدة ما زالت شريكا تجاريا مهما.

وأعلن ترامب على تويتر، منتقدا وضع العلاقات بين بلاده وأنقرة، أنه أمر بمضاعفة الرسوم على واردات الألومنيوم والصلب من تركيا لتصبح 20 بالمئة و50 بالمئة على الترتيب.

وقال البيت الأبيض في وقت لاحق إن ترامب كلف إدارته بإعداد الوثائق لفرض الرسوم الأعلى بموجب قانون أمريكي يسمح بفرض الرسوم الجمركية لمبررات تتعلق بالأمن القومي.

وثمة خلافات بين البلدين الحليفين منذ أشهر بشأن قس أمريكي محتجز في تركيا والحرب في سوريا ومسائل دبلوماسية أخرى.

تركيا تناشد ترامب:

ناشد وزير التجارة التركي يوم الجمعة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يعود إلى طاولة المفاوضات بشأن الرسوم الجمركية قائلا إن الخلاف التجاري بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي ينبغي حله عن طريق الحوار.

وقال الوزير روحصار بيكجان في بيان ”المحاولات المتكررة لإبلاغ الإدارة الأمريكية بأن أيا من المعايير المعلنة وراء الرسوم الجمركية الأمريكية لا ينطبق على تركيا لم تؤت ثمارها حتى الآن.

”بالرغم من ذلك، نحن نناشد الرئيس ترامب العودة إلى طاولة التفاوض – هذا أمر يمكن، بل ينبغي، حله عن طريق الحوار والتعاون“.

 

صندوق النقد الدولى ينفي طلب تركيا لتمويل:

قالت متحدثة باسم صندوق النقد الدولي يوم الجمعة إن تركيا لم تتصل بصندوق النقد لطلب مساعدة مالية.

وأضافت المتحدثة راندا النجار قائلة في بيان بالبريد الإلكتروني ”لم نتلق أي إشارة من السلطات التركية إلى أنها تدرس طلب مساعدة مالية“.

وقالت إن صندوق النقد لن يعقب على الهبوط الحاد في الليرة التركية. ومضت قائلة ”صندوق النقد الدولي لا يعقب على التحركات اليومية للعملات“.

أسهم أوروبا تهبط:

تراجعت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة وسط هزة عنيفة في السوق أثارها هبوط حاد لليرة التركية، ومع تضرر بنوك كبرى في أوروبا من مخاوف تتعلق بانكشافها على تركيا.

وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضا 1.1 بالمئة، منهيا الأسبوع على خسارة قدرها 0.9 بالمئة، مع قلق المستثمرين بشأن التداعيات السياسية والاقتصادية للأزمة التركية.

وقال محللون إن الأسهم الأوروبية تضررت أيضا من العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا والتي أثارت قلقا بشأن تأثيرها على الاقتصاد الألماني.

وجاءت البنوك بين أكبر القطاعات الخاسرة في جلسة الجمعة بعد أن قالت صحيفة فايننشال تايمز إن البنك المركزي الأوروبي قلق من انكشاف بعض من أكبر البنوك في منطقة اليورو على تركيا في ضوء هبوط عملتها.

وهبطت أسهم بنوك بي.إن.بي باريبا الفرنسي ويوني كريديت الإيطالي وبي.بي.في.إيه الإسباني 3.0 بالمئة و4.7 بالمئة و5.1 بالمئة على الترتيب.